الاثنين، 30 نوفمبر 2015

التيه الأول



الحقيقة كلمة جميلة، و يظن البعض أن استخدامها في المجال الفلسفي بسيط برغم أن الأمر ليس بذلك، فنحن نصارع مع هذا اللفظ كمصارعة الديوك الغاضبة التي لا هدف واقعي لها، فمهما كان هدفنا فهو يدور حول الحقيقة التي لا يمكن أن نعرفها فالواقع أننا هائمين تائهين، فندور و ندور في واقع عبثي باحثين عن الحقيقة التي بسبب بحثنا عنها نشك في مناهج و أدوات بحثنا، فهذا أمر طفيف فالأمر يصل للشك في وجودي انا مستخدم هذا المنهج، فالبحث عن الحقيقة هو البحث في الثوابت المترسخة في عقولنا، فالبحث يطيل اللغة وماهيتها و الكينونة وحقيقتها، وكل ما يطلق عليه موجود أو حتى لم يطلق، لأن الوجود هو فرض في ذاته، و الوجود الفيزيائي هو فرض داخل فرضية الوجود، الوجود بعدم وجود شيء غير الفيزيائي هو فرض آخر داخل ما سبقه، فالأمر معقد وعبثي لأبعد مدى، فنحن في الواقع فقط نفضل فرض عن آخر، وبرغم ذلك تفضيله ليس موضوعي فهو ذاتي نتيجة عوامل أخرى لندور في نفس الدائرة بين الفرضيات حتى نقتل ونقتل، فالواقع هو التيه، يا إله السماء سآومن بفرضيتك لاني افرض اني أحبك، كما فرضت انك تحبني، كما أتمنى وأرجو أن يكون ملكوتك.

الخميس، 12 نوفمبر 2015

رأيت الحرية




كان هناك لفظ، جميل براق، لامع، يحبه الناس دون سبب، وانا معهم، نتجه اليه في صمت، والقلة تستنكره، او تحد من أهميته، فهم احياء في سجون الههم، هكذا يروا الاله، وهكذا يخافوا منه. وأما عني وعن الآخرين نتجه اليه، كنوع من رؤيه خلاصنا فيه، فمن أي شيء نتخلص ومن ماذا، هكذا نتوه، فالمسجونون صادقون، ان الحرية وهم، ولكن ما هدفنا وما رؤيتنا، فهل نستسلم لهذا الجحيم، أم نتجه للخلاص منه، وخلاصنا بالمعرفة، فكما قال المسيح اعرفو الحق، فالحق يحرركم، فهكذا صدق، ولكن ماذا عن الحق، وماهو الحق، فالحق نابع من انعكاسات داخلية، وهل هذه الانعكاسات بشكل او بآخر صورة من الحقيقة، هذه ضرورة نرجوها، ولكن حتميتها وهم آخر، فنظل تآهين، فلا حرية ولا أحرار، فننصت لسبينوزا وقوله أن ادراك الوهم، خطوة في طريق التحرر، وهل هذا الطريق له نهاية، أم هو دائرة في نقطة الاله، فلا للمركز نصل، ولا للكينونة صورة، فتجليات صامتة، و انسانيات باهتة، ملكوت بيننا كالوهم الواقعي، و انتظار منا لحرية لازمة، فننتظر، ونرجو، ولكن رؤيتنا لها وهم، وأما عن حريتنا فغايتنا، فبها الحقيقة، أو لا، فالمشكلة في التيه، ليست وهم أو حقيقة، ونعتمد على الاختبار، ولكن اختبارنا، الوهم الأكبر.

وما بيدنا الا أنفسنا،


فها قد رأيت الحرية، أو لم أرى، مطلقًا.

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...