الجمعة، 21 أغسطس 2015

فقتل جميل.


وفى صباح جميل، وسط سماء صافية خالية حتى من النجوم التي تاهت فى ظلمات الليل و بين أصوات العويل .
وبين أصوات عراك بين انسان وآخر فى احدى المناطق النائية ، وبينما هما يتعاركان . صدرت أصواتهم العالية .
حتى قتل أحداهما الآخر ، ولكن قبلها بدقائق دار حديث قاسي على قلوب الأشجار المحيطة بعاركهم البارد الدماء .
= نتعارك الآن على موارد هذه الأرض. بعد ان عشنا هذا العمر كأخوة وأصدقاء.
-يا رفيقي ، أعلم شيئًا. أما ان تعيش أنت أو أنا . وأنا الآن أخترت . أفلا تدرك معنى العناء ؟
= ويا ليتنا نقتسم هذه الماديات التي تمزق أحشائنا .
- يا ليتني لم أراك و حتى لم أولد .
=صدقت يا قاتلي
- وكيف علمت ؟
= عيناك التي تعكس ألمك ، بين ضعف وبهاء . و من بهاء ألمك سيتناقل لكافة أنحاء جسمك حتى تضربنى بفأسك بدهاء .
يا ليتنا لم نوجد يا أخى . يا ليتنا لم نفترق بوجودنا ، حيث كنا واحد فى العدم لا فرق بيننا و كنا سواء . كنا واحد .
- بلا، كنا لا شىء جميل . لم أتألم فيه للحظة لأنى لم أوجد . كنت فى اللاواقع المريح فى العدم الصامت، قبل أن نوجد لهذا الواقع الأليم الذى نصرخ فيه لمجهول يعكس عدمنا القديم .
=تعرف يا أخى ، أرى فى عينك ايضا خوفك من المجهول . بين مصير مشئوم على هذا الكوكب الصغير بين أخوته . يا أخى ستأتى خلفى ولو قتلتنى . أما ان نعود لتراب على أرض كوكبنا و نتناثر فى كون بديع . أما ستقف بين أيدى مجهول أكبر فى موقفك المريع . تذكر قبل قليل ، تذكر عندما كنا بجانب بعضنا بعد انفجار العظيم ، و مر الوقت . وأنفجرت النجوم . كنا بقايا نجوم ساطعة بلون لا اسم له .
- كيف تتذكر كل هذا ؟ . أو لم تتذكر عندما طلبنا من المجهول الأعظم أن يحمل عنا هذا الألم العتيد فى أزمنة الضيق حيث كانت الأزمة فى وقت مديد . أو لم كنت فى أول الصف كشخص مُريد . أو لم أتصوف فى لحظات الصمت بين دوران لأشعر بهذا الغثيان .
= هل نسيت أنك شعرت بالأمان ؟
-بلا لم أنسى ، ولكن سأشعر به الآن ، بعد قتلك وحتى لو لحظات . وحتى لو مصيرنا العدم الصامت . فهل تخافه مره آخرى ؟ ، لا تقلق فأنا اعرف انك تؤمن بالمجهول الأعظم وكما تؤمن ستجد وحتى لو كنا العدم هو المحتوم فمجهولك الجميل سيزيل عنك كل فى الدنيا من هموم ،
= اذا أفرح بقتلك لى ؟ ، على وجه العموم فأنا لا أحزن مني ، لأننا واحد حتى وأن لم أوجد . فأنا أعرف ان مصيرك كمصيري ، حتى و ان نسيته فى طيات عالمك الأليم بين كوكبنا الذى عليه نحن وليس بيننا لئيم .

وقُتل أحداهما على يد الآخر فى هذا الصباح السعيد فى انتظار تكرار المشهد فى كل بقعة على هذا الكوكب . فى انتظار تحقيق اللا قتل بين هؤلاء . فى انتظار ملكوت عادل يكون حكمه بالحب وليس بسلاح أعمى .
فى انتظار أوهام كغيرها من أوهام نختلقها بحلاوة ذوق بعضنا له بأدعاء هذا .
و بين ادعاء وادعاء تكمن الحقيقة التى لا يدركها بشري قتل ذاته ودفنها فى العدم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...