الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

ملكوت ضائع



اغتراب عن الوطن، فأغلب الوقت هكذا يكون الحال، لا حرية و لا سماء، فليس هناك ملكوت، أرضنا صماء لا انعكاس انطولوجي لها، فنطلب من السماء عون فيزيد الغبار، فتعمى العيون، لا أرض و لا عون، فنشعر بالاغتراب، فالاغتراب ليس بعدنا عن شيء ننتمي له و لكن كوننا موجودين في شيء لا ننتمي له، فاغترابنا في الوجود، نصرخ فنسمع ارتداد صوتنا بسبب حواجز السماء، فنصرخ أرضا للانتقام لنرى أحجار صماء لا تتفتت حتى، الاغتراب جزء أصيل من وجودنا، فالعبث سيد الواقع و العدمية هي صورة المعاني المجردة في عيوننا، فالتجليات لا تكفينا للراحة فإننا لازلنا لسنا في المكان الصواب فهذا ليس مكاننا فهذا ليس وطننا، فأنا لا أنتمي للألم حتى وإن وجدت به وفيه، وأنا لست من هذا العالم، ولا من آخر، فأملنا تغيير الموجود، لنكون كالواجد، وتحقق ذاتنا فنرى آملنا فربما نجد في هذا وطننا، فالصورة المجردة لوطننا ليست في وجودنا، فنحاول حتى البحث عنها، لم نقل حتى نريد العودة ولكن حتى نريد أن نعرف، فما نملكه هو التمرد على الموجود هائمين نبحث عن وجه لنا، آملين و آملين، فنصلي وراء الشيخ قائلين آمين من أعماق آلامنا و نزهد كالراهب على الجبال العالية لنعتاد نقص الاوكسيجين لنعرف أن تكيفنا لا يرضينا، فنحن نتذكر أن وطننا ليس هو ههنا و سنظل نبحث و نبحث وغالباً سيتم استنزاف الحياة في هذا البحث الذي ليس أمامنا سواه، فهل يمكن أن نرضى بكوننا متألمين متكيفين، فشعور الاغتراب يلاحقنا، فلا نصوص مقدسة و لا علوم مرسخة، و لا أحلام متأصله اروتني، لم أروى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...