الاثنين، 25 يناير 2016

صرخته الأخيرة، ليس يسوع في ثورته.



ذهب الإنسان في يومه الآخير الى بستان الحرية، بحثًا عن المخلص، ومناجي السماء، ليجد السماء صامتة، وها هو بين حيره، فهل السماء خالية، أم أصواتنا لا محل لها من المعجزات، فيصرخ الإنسان قائلًا:"يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ"، ولكن بلا رد ولا إشارة، كان يظن الإنسان أن عبور أجداده في بحر بلون الدماء كان معونة من السماء، كان يظن أن نجاه أحد اسلافه من الأسد عندما قفل سهوًا عامل القفص في حديقة الحيوان من السماء، كان يظن أن الحرية من السماء، حتى وجد نفسه محبوسًا تحت السماء بإراده السماء، فبكى دمًا، بكى أملًا، بكى على رجاء أن السماء موجودة و أن من بها على قيد الحياة، ولكن لا صوت ولا رد، حتى جاء قدرة، حتى جاء زوار الليل ليقبضوا على الإنسان بلا وجه حق ولا إتهام، فهو من طالبي الحرية، الثائرين على الظلم و الاستبداد، وجاءت المحاكمة بعد عذاب دام أيام، أو هكذا شعر الإنسان بمرورها، ولكنها كانت ساعات قليلة، فلم ينتهي اليوم بعد، حتى جاء يوم المحكمة وجاء الشهود، ليشهدوا أنه كان يريد اسقاط العدالة الإلهية، عفوًا إسقاط السلطة الحاكمة، ولكنه عرف شيئَا في هذه الأثناء، أن العدالة الإلهية تبدو أضعف من السلطة الحاكمة، ولكن كانت فكرة عابرة، لأنه حكم عليه بالإعدام وفي هذه الأثناء كان يؤمن أن العدالة الإلهية أقوى، على رجاء الحكم العادل لوطنه الأرض، على رجاء الملكوت.

الثلاثاء، 19 يناير 2016

يوحنا ترك ثورة وذهب لآخرى



ثورة جديدة، خلال أيام، ستقوم أو لا، أتمنى أن تقوم ولكن ليس في الشارع، بل في قلوبنا وعقولنا، ربما لفظ قلوبنا لا محل له من العلم، ولكن يكفي التواصل الإنساني في وصول المعنى، على كل حال، ستقوم الثورة شئنا أم أبينا، في الشارع أو في العقل، أو حتى في القلب، ستقوم الثورة يومًا ما، ولكن لماذا ثوراتنا دموية، لماذا نريد أن نكون سوريا جديدة، فيوحنا اختار أن ينضم للآسينيين بدلًا من الغيوريين، كان باستطاعته اختيار الدم، واختبار العنف، ولكنه آختار أن ينضم للصارخين، فإنه كان صوت صارخ في البرية، إنه ذهب للبرية حيث المعترضين الذين لا ملجأ ولا مكان لهم، الهائمون الوجهه، كان يسئم حال الوطن و المعبد، فالفساد متغلغل في المعبد، و الاحتلال الروماني مسيطر على وطنه، فماذا يفعل يوحنا، هل ينضم للغيورين، فهم هدفهم مجيء الملكوت، فهدفهم نبيل، هدفهم السلام، ولكن ماذا عن ما سيفعلونه، هل هم سلميين؟، فابتعد يوحنا عن هؤلاء، ابتعد عن قيام ثورة ضد الحكم الروماني، لكنه لم يبتعد بعيدًا، فإنه اشترك في عِماد الشخصية التي قامت عليها الثورة السلمية، التي تغيير بالسلام، بالحب، وبالعقل، التي كانت تغيير بالورود، فهو لم يبعتد كثيرًا عن الثورة ضد الرومان ولكنه الآن هو في صف التغيير الحقيقي، ثورة الملكوت السلمي، فاذا هل يوحنا سينزل ال 25 من يناير القادم، كما كان في 2011، أهم ما في الأمر إنه يغير، بحب، ليس بقتل، ليس بعنف، فيوحنا رأى الثيئوفانيا، فرأى الظهور لمن سيملك في الملكوت كما كان ينتظر، الذي سيخلصه من بطش الرومان ومن فساد الكهنة، الذي أعلن طريقه باللا عنف المتبوع بالعدل الذي سيؤدي للسلام، للملكوت، فالثورة المسلحة لا محل لها من ملكوت الله، ومع ذلك قتله الوالي الروماني، على رجاء الملك العادل، من خلال طريق السلم، والسلام.

الجمعة، 1 يناير 2016

سَنَة سُنّة.




رأس السنة، ليلة ككل ليلة، متكررة يوميًا، في تكرار ممل، لا معنى له، أو حتى هدف، أسير وأسير وحدي ككل ليلة، بلا معنى ولا هدف، فقط أفكر في ماذا لو، لكي أسُلي وقتي الذي يمر دون إرادتي ولا علمي، حتى طريقي للكنيسة التى لا أحد يعرفني فيها، لكي أجلس لاستمع هراء القسوس والكهنة، الذي يعزي الآخرين، ويتأثرون به، بين باكي وضاحك أستمع، وأسير دون أن اشوشر على فرح السامعين، لأسير عائدًا من حيث جئت، متألم ومتعجب، هل تمر سنة كقبلها، أعرف أن الوقت لا يمر، بل نحن الذي نكبر، ونُشيخ، فلماذا نحتفل وبأي شيء، قال أحدهم أحتفل بمرور عام وانت ناجي منه، احتفل بالنجاة من كسارة البندق التى تتجلى لنا في صورة حياة عبثية نعيشها، لكي ندخل عام جديد، نحاول فيه أن ننجي، نحاول أن نخلص من هذا الجحيم، أليست هذه النار الذي يتحدثون عنها ليلًا نهارًا، فالجائع لم يختار جوعه، و المتألم لم يؤلم نفسه، فحتى ممثلة الافلام الاباحية لم تختر أن تضحي بمتعة الجنس في هذا التمثيل الذي يخلو من المعنى و المتعة و الحياة، فالألم هو الواقع و اللامعنى هو السائد، هكذا تكون أفكار هذه الليلة الآليمة والصعبة، ولكن لا تستمر هذه الأفكار، فترتبط بها أفكار عن التغيير، ماذا لو تغير العالم، ماذا لو زال الألم و ذهب الجوع و عاش الناس في أخلاقيات مناسبة لعصرنا بكل حب، ولكن كيف يتغير، فهذا دورنا، فنحن دورنا تغيير العالم، فهكذا علمني المسيح، وهكذا يجب وأرى أن اكون، حتى ولو لم أعرفه، أظن انه يجب أن افعل هذا، فواجبنا أن نزيل الألم و الجوع و الفقر، فهدفنا تحقيق ملكوت ومحو هذا الجحيم الذي نعيشه فهيا لنغير العالم، لنجعله أفضل، فهذا دورنا، وهذا عن الجميع، أما عني فآمن بحدوث الأكثر و الأكثر، ولكن هذا لا يمنعني من التغيير، لأنه هكذا تسير حركة التاريخ، فنحن من نغير و أما عن المتمم فهذا هو الإيمان.

وإن لم تؤمن بضرورة التغيير، فأنت الآن كافر، كافر بالإنسان، وكافر بالحياة، فـأرجوك، جرب الحب، هذا الحب العدمي، لربما يصبح حقيقة.

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...