رأس السنة، ليلة ككل ليلة، متكررة يوميًا، في تكرار ممل، لا معنى له، أو حتى هدف، أسير وأسير وحدي ككل ليلة، بلا معنى ولا هدف، فقط أفكر في ماذا لو، لكي أسُلي وقتي الذي يمر دون إرادتي ولا علمي، حتى طريقي للكنيسة التى لا أحد يعرفني فيها، لكي أجلس لاستمع هراء القسوس والكهنة، الذي يعزي الآخرين، ويتأثرون به، بين باكي وضاحك أستمع، وأسير دون أن اشوشر على فرح السامعين، لأسير عائدًا من حيث جئت، متألم ومتعجب، هل تمر سنة كقبلها، أعرف أن الوقت لا يمر، بل نحن الذي نكبر، ونُشيخ، فلماذا نحتفل وبأي شيء، قال أحدهم أحتفل بمرور عام وانت ناجي منه، احتفل بالنجاة من كسارة البندق التى تتجلى لنا في صورة حياة عبثية نعيشها، لكي ندخل عام جديد، نحاول فيه أن ننجي، نحاول أن نخلص من هذا الجحيم، أليست هذه النار الذي يتحدثون عنها ليلًا نهارًا، فالجائع لم يختار جوعه، و المتألم لم يؤلم نفسه، فحتى ممثلة الافلام الاباحية لم تختر أن تضحي بمتعة الجنس في هذا التمثيل الذي يخلو من المعنى و المتعة و الحياة، فالألم هو الواقع و اللامعنى هو السائد، هكذا تكون أفكار هذه الليلة الآليمة والصعبة، ولكن لا تستمر هذه الأفكار، فترتبط بها أفكار عن التغيير، ماذا لو تغير العالم، ماذا لو زال الألم و ذهب الجوع و عاش الناس في أخلاقيات مناسبة لعصرنا بكل حب، ولكن كيف يتغير، فهذا دورنا، فنحن دورنا تغيير العالم، فهكذا علمني المسيح، وهكذا يجب وأرى أن اكون، حتى ولو لم أعرفه، أظن انه يجب أن افعل هذا، فواجبنا أن نزيل الألم و الجوع و الفقر، فهدفنا تحقيق ملكوت ومحو هذا الجحيم الذي نعيشه فهيا لنغير العالم، لنجعله أفضل، فهذا دورنا، وهذا عن الجميع، أما عني فآمن بحدوث الأكثر و الأكثر، ولكن هذا لا يمنعني من التغيير، لأنه هكذا تسير حركة التاريخ، فنحن من نغير و أما عن المتمم فهذا هو الإيمان.
وإن لم تؤمن بضرورة التغيير، فأنت الآن كافر، كافر بالإنسان، وكافر بالحياة، فـأرجوك، جرب الحب، هذا الحب العدمي، لربما يصبح حقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق