الثلاثاء، 19 يناير 2016

يوحنا ترك ثورة وذهب لآخرى



ثورة جديدة، خلال أيام، ستقوم أو لا، أتمنى أن تقوم ولكن ليس في الشارع، بل في قلوبنا وعقولنا، ربما لفظ قلوبنا لا محل له من العلم، ولكن يكفي التواصل الإنساني في وصول المعنى، على كل حال، ستقوم الثورة شئنا أم أبينا، في الشارع أو في العقل، أو حتى في القلب، ستقوم الثورة يومًا ما، ولكن لماذا ثوراتنا دموية، لماذا نريد أن نكون سوريا جديدة، فيوحنا اختار أن ينضم للآسينيين بدلًا من الغيوريين، كان باستطاعته اختيار الدم، واختبار العنف، ولكنه آختار أن ينضم للصارخين، فإنه كان صوت صارخ في البرية، إنه ذهب للبرية حيث المعترضين الذين لا ملجأ ولا مكان لهم، الهائمون الوجهه، كان يسئم حال الوطن و المعبد، فالفساد متغلغل في المعبد، و الاحتلال الروماني مسيطر على وطنه، فماذا يفعل يوحنا، هل ينضم للغيورين، فهم هدفهم مجيء الملكوت، فهدفهم نبيل، هدفهم السلام، ولكن ماذا عن ما سيفعلونه، هل هم سلميين؟، فابتعد يوحنا عن هؤلاء، ابتعد عن قيام ثورة ضد الحكم الروماني، لكنه لم يبتعد بعيدًا، فإنه اشترك في عِماد الشخصية التي قامت عليها الثورة السلمية، التي تغيير بالسلام، بالحب، وبالعقل، التي كانت تغيير بالورود، فهو لم يبعتد كثيرًا عن الثورة ضد الرومان ولكنه الآن هو في صف التغيير الحقيقي، ثورة الملكوت السلمي، فاذا هل يوحنا سينزل ال 25 من يناير القادم، كما كان في 2011، أهم ما في الأمر إنه يغير، بحب، ليس بقتل، ليس بعنف، فيوحنا رأى الثيئوفانيا، فرأى الظهور لمن سيملك في الملكوت كما كان ينتظر، الذي سيخلصه من بطش الرومان ومن فساد الكهنة، الذي أعلن طريقه باللا عنف المتبوع بالعدل الذي سيؤدي للسلام، للملكوت، فالثورة المسلحة لا محل لها من ملكوت الله، ومع ذلك قتله الوالي الروماني، على رجاء الملك العادل، من خلال طريق السلم، والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...