الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

الحب العدمى.



الحب العدمى، وصف دقيق لعملية انسانية جميلة تُسمى الحب، يسمى الحب لأنه غير موصوف، أو هكذا كان، كان يُعتبر الفعل الأسمى للانسان، هو أن يحب، و كتبوا وكتبنا أشعارنا، و أهلكنا ليالي في وصف فعل متسامي، كنا نختار الكلمات الأعقد، والأجمل، كلمات غربية، نحاول أن نوصف احساس غريب، احساس جميل، كان نشوتنا الحقيقية، تخطينا به الجنس و الكوكايين، صاحبا النشوة الأعظم، فهو كان أعظم منهم، ولكن الي حين ظهر لنا علم أعمى، علم صامت يجذبنا، لنقع معه في علاقة حب آخرى، ولكن احذر انها لقتلك، لهلاك روحك، كدت أصدق كتب الأديان و رجال الدين، لا تتبحروا في العلم وصدقوا، وماذا بعدما دخلنا في العلاقة مع العلم، واجهنا الكيمياء، ولكن هنا لوصف أغلى شيء، وهنا وصف الكيمياء جاء ليحطم الأصنام، جاء ليقتل الأرواح، جاء ليهلك المعنى، جاء ليقدم النواقل العصبية التي تحدث تغير على غدد الجسم، جاء ليفسر بالكيمياء كيف يحدث الحب وكيف تتم هذه العملية المتاسمية " السخيفة " داخل المخ، عمليات تنتج الادرناليين لتسعدنا، وآخرى الدوبامين ليجلعنا في حالة عاطفية، وآخرى فينيل الإيثيل الأمينية وتكون هذه كلمة السر هنا لتنتج هذا الشعور المسُمى بالحب، وهكذا فسرت الكيمياء الحب، ليجيء علماء النفس و علماء النفس التطوري، ليقولوا لك من ولماذا تحب، وهنا يتدمر احساسك الوجداني، وهنا يصبح الحب عدمي، وهنا تفقد معنى حياتك، وتفقد كل شيء، واذا مات الحب، فماذا بقى، هنا يتدمر الوجدان، هنا ينهار الكون، لتدخل ثقب أسود، لا تعرف مخرجه، ولا تعرف أين أنت، جذبك العلم كالثقب، حتى اهواك للهاوية، وأهلكك، ولكن نصبر أنفسنا بجدل الفلسفة، حيث نهاجم فلسفة العلم، ونبرحها ضربًا أثناء موتنا، لنكذب على أنفسنا، ونقرر أن اختيار العلم كحقيقة هو كذب، وربما ليصبح هذا فوق الطبيعة، فعقلنا لازال يخدعنا بين فوق طبيعة، وآخرى فوقها، بين لامعنى، ولامعنى جميل، بين معنى، ومعنى غريب، ولازالنا ع رجاء الحب، لنحب، لنثور على كيمياء الحب، لنخدع أنفسنا بسحره الجميل، لنعيش على رجاء القيامة، القيامة من الموت الذى خرج من اللامعنى الواقعي، لنعيش على رجاء الحب، الحب وكفانا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...