حديث ليس بمقدس دار أمامي عن سر الوجود، هذا السر المقدس الذي يخفي وراءه أمل وجودنا، هذا الذي يفوق الإدمان في نشوته، هذه الصلاة الموجهة إلى صميم قلب الآخر، حيث الله هو الاسم الآخر له، هذه الحركة السامية إلى أعالى السماء حيث الفضاء الجميل و الآلهه، كان هذا الحديث مستفز لرؤيتي للوجود، حديث أجوف لا معنى له يسخر من الحب، ويسخر من الألفاظ التي يتحدث بها بعض الناس في محاولتهم لوصف هذا السر، إنه يظل سر الوجود، فبه جئنا، أتعجب من حديث يتطاول على هذا اللفظ، ويريد قولبته في أفكار ثقافية معينة خالية من الجمال ومن الحرية، وكيف لكم الحديث عن هذا الأمر دون الوضوء للوقوف في حرمه المتسامي فوق أفكاركم، أرجوكم حاولوا أن تعيدوا النظر إليه، أو لتصمتوا وتنتظروا، حتى تروه، من الأفضل أن تصمتوا عند التفكيرفي هذا السر، إنه ليس عادة من عادات مجتمعكم السخيفة، أو كلمة جوفاء في لغتكم العاجزة، إنه ليس منا بشيء بل نحن منه، إنه ليس احتياجا طبيعياً، أو حتى رفاهية فكرية، إنما هو سبب وجودي و قوام انطولوجي في كينونة الإنسان، فالمعنى يكمن في الإيمان به، فهو غير مفترق عن الله حتى وإن افترق الله عن الوجود، فالحياة به وفيه، والتسخيف من مبالغاته بالضرورة مفارقة لطبيعته لأنه فوق الطبيعة. إنه السر الأزلى، إنه ليس لازم لله، بل هو صورة الله التي يمكن إدراكها في الوجود، فحتى إدراكها ليس بكامل لأنها تظل أزلية وسرية، أما نحن في عالم حادث فالأغلب إنه ليس بقديم قدم الحب، إن الحب يتخطى إدراك الأذهان وأن شعرنا به، وتعجز عن وصفه الكلمات حتى و إن بالغت في حديثها عنه، إنه لا يوصف، إنه ملجأنا في هذا الوجود، ومعنى حياتنا لا ينفصل عنه برهه، على أمله نكون.
الأربعاء، 24 فبراير 2016
الأحد، 7 فبراير 2016
لا أكف
نسمع ما نسمع ونرى ما نرى، فلا سمعنا الحق ولا رأينا الحقيقة، نتوه ليس وسط المعاني بل وسط اللامعنى، لماذا لا نرى المعنى، لماذا ليس هو بموجود، فأين انت أعني، أعني للوصول إليك، فإذا وجدتك فرحت، وإذا فرحت فمن جديد ولدت، ولادة حسنة في ملكوت جديد، فلا ألم بي ولا وجع، فالمعنى يطوي الحق والحق يحررني، ومن ماذا اتحرر سوى من نفسي، و لازالت اتوه، فلا معنى ظاهر ولا حق، فالبحث عن المعنى ممتع في التيه، و في شدة جماله نتألم، فنحن لا نرضى بأشباه المعاني، أما أن نجد دلتنا أو نعترف بموتنا، فيا أيها الحق العزيز فارشدني إلى ذاتك في كياني لأجد دلتي بعيدا عن أوهام اللامعنى التي تنبثق من مادة الوجود، وكأن الوجود كان للألم، وكأن الألم هو اللاشيء المقدس، الذي تتكدس فيه أوجاعنا، احزاننا، و أيامنا التي مضت بلا معنى، لماذا هو تائه أو نحن نتوه إليه، لماذا وجهتنا العدم، و أيامنا ألم، لماذا يجب أن نرضى، وحتى لن نرضى بالانتحار، فلم يكن الحل يوماً، لم يغير شيء لنا، فنحن نبحث بصدق عن المعنى، أما أن نصل له أو نموت لأجل الوصول إليه لأنه لن يكون موتا بل حياة، مادام الطريق قائم فلا خوف حتى و إن لم يكن هناك طريق، لماذا لازلنا في هذا العدم، لأن الحياة و المعنى قائمين، أو هكذا نؤمن. ونظل نبحث ونبحث مؤمنين ع رجاء المعنى.
السبت، 6 فبراير 2016
واعترف الاعتراف الحسن
وخلال مسيرة الإنسان، وفي اكتشافه للخليقة
المخلوقة من العدم وفي العدم، تسآل عن الوجود، وإن كان المعنى كائن، فآمن، آمن إنه
موجود بشكل أو بآخر، وكيف للمعنى وجود قبل أن نرى الحب كائن بذاته، ففي قلب
الإنسان يكن الحب، وبه يحيا، فلا الحياة إنسان يسير، بل إنسان يتحرك نحو الآخر
ليثبت أن الحب المكون الرئيسي للحياة يدب به وفيه، فهنا آمن الإنسان بهذا، آمن
بالحركة نحو الآخر، آمن أن مهما ظهر الوجود عبثًا يسير نحو الشر ولكن الحب مازال،
و المعنى كائن، كان رجاء وكان إيمان، فكيف نحيا دون الإيمان، فنظر الإنسان إلى
السماء الصاخبة بالرعود عديمة المعنى، و اعترف الاعتراف الآخير، أمام الحاكم
الأعظم وملك الملوك، ليس والي أو رئيس، بل ملك هؤلاء، فاعترف بحبه، اعترف الاعتراف
الحسن، فهنا يجد حريته، فالحب ألم محرر، فبهذا الاعترف كان يعرف إنه سيموت، فاختار
الألم و الموت، بإرادته، فعذبوه بإراده الناظر من الصخب، اختار الحب والمعنى،
اختار الطريق الضيق، حيث عدم الراحة، فبهذا الاعتراف، كان يؤمن بالشفا، وأن هذا
الحب هو شفاءه مهما كان الألم، فاعترافه الآخير هو الاعتراف الحسن، وهو الاعتراف
في وجه العدمية، فشهد بالحق، شهد بالحب، على رجاء الملكوت، حيث سكون المعنى في
الإنسان، بلا تيه. بل بالحب، بالحياة،بالحق، بالمعنى، بالله.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
خلاصٌ مُعاصر.
صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...
-
صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...
-
وبدأ عام جديد، ككل عام يكون في بدايته، و لم يتغير الكثير،ازدادت قلوبنا قبحا و ازدادت أفكارنا شرا و ازدادت أرواحنا للبعض حبا، مضى عام كالأعوا...
-
الانطولوجيا هي احدي المباحث و المحاور الرئيسية في الفلسفة التي تضم " الانطولوجي و الابستمولوجي و الاكسيولوجي". [ الانطولوجي ...