الأربعاء، 24 فبراير 2016

عن الحب

حديث ليس بمقدس دار أمامي عن سر الوجود، هذا السر المقدس الذي يخفي وراءه أمل وجودنا، هذا الذي يفوق الإدمان في نشوته، هذه الصلاة الموجهة إلى صميم قلب الآخر، حيث الله هو الاسم الآخر له، هذه الحركة السامية إلى أعالى السماء حيث الفضاء الجميل و الآلهه، كان هذا الحديث مستفز لرؤيتي للوجود، حديث أجوف لا معنى له يسخر من الحب، ويسخر من الألفاظ التي يتحدث بها بعض الناس في محاولتهم لوصف هذا السر، إنه يظل سر الوجود، فبه جئنا، أتعجب من حديث يتطاول على هذا اللفظ، ويريد قولبته في أفكار ثقافية معينة خالية من الجمال ومن الحرية، وكيف لكم الحديث عن هذا الأمر دون الوضوء للوقوف في حرمه المتسامي فوق أفكاركم، أرجوكم حاولوا أن تعيدوا النظر إليه، أو لتصمتوا وتنتظروا، حتى تروه، من الأفضل أن تصمتوا عند التفكيرفي هذا السر، إنه ليس عادة من عادات مجتمعكم السخيفة، أو كلمة  جوفاء في لغتكم العاجزة، إنه ليس منا بشيء بل نحن منه، إنه ليس احتياجا طبيعياً، أو حتى رفاهية فكرية، إنما هو سبب وجودي و قوام انطولوجي في كينونة الإنسان، فالمعنى يكمن في الإيمان به، فهو غير مفترق عن الله حتى وإن افترق الله عن الوجود، فالحياة به وفيه، والتسخيف من مبالغاته بالضرورة مفارقة لطبيعته لأنه فوق الطبيعة. إنه السر الأزلى، إنه ليس لازم لله، بل هو صورة الله التي يمكن إدراكها في الوجود، فحتى إدراكها ليس بكامل لأنها تظل أزلية وسرية، أما نحن في عالم حادث فالأغلب إنه  ليس بقديم قدم الحب، إن الحب يتخطى إدراك الأذهان وأن شعرنا به، وتعجز عن وصفه الكلمات حتى و إن بالغت في حديثها عنه، إنه لا يوصف، إنه ملجأنا في هذا الوجود، ومعنى حياتنا لا ينفصل عنه برهه، على أمله نكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...