السبت، 6 فبراير 2016

واعترف الاعتراف الحسن

وخلال مسيرة الإنسان، وفي اكتشافه للخليقة المخلوقة من العدم وفي العدم، تسآل عن الوجود، وإن كان المعنى كائن، فآمن، آمن إنه موجود بشكل أو بآخر، وكيف للمعنى وجود قبل أن نرى الحب كائن بذاته، ففي قلب الإنسان يكن الحب، وبه يحيا، فلا الحياة إنسان يسير، بل إنسان يتحرك نحو الآخر ليثبت أن الحب المكون الرئيسي للحياة يدب به وفيه، فهنا آمن الإنسان بهذا، آمن بالحركة نحو الآخر، آمن أن مهما ظهر الوجود عبثًا يسير نحو الشر ولكن الحب مازال، و المعنى كائن، كان رجاء وكان إيمان، فكيف نحيا دون الإيمان، فنظر الإنسان إلى السماء الصاخبة بالرعود عديمة المعنى، و اعترف الاعتراف الآخير، أمام الحاكم الأعظم وملك الملوك، ليس والي أو رئيس، بل ملك هؤلاء، فاعترف بحبه، اعترف الاعتراف الحسن، فهنا يجد حريته، فالحب ألم محرر، فبهذا الاعترف كان يعرف إنه سيموت، فاختار الألم و الموت، بإرادته، فعذبوه بإراده الناظر من الصخب، اختار الحب والمعنى، اختار الطريق الضيق، حيث عدم الراحة، فبهذا الاعتراف، كان يؤمن بالشفا، وأن هذا الحب هو شفاءه مهما كان الألم، فاعترافه الآخير هو الاعتراف الحسن، وهو الاعتراف في وجه العدمية، فشهد بالحق، شهد بالحب، على رجاء الملكوت، حيث سكون المعنى في الإنسان، بلا تيه. بل بالحب، بالحياة،بالحق، بالمعنى، بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...