السبت، 10 أكتوبر 2015

المدينة القاهرة



موضوع تعبير عن مدينتي، ولكن في واقع عدمي، 

و هل تنفصل الأفكار عن الواقع، ربما ولكن على كل حال، فوقعنا العدمي يحتم علينا حضور الالهام الصامت، فمدينتي ليست يوتوبيا أفلاطونية، وليست ملكوت مسيح، وليست في دولة في غرب اوروبا، ولم تلتحق حتى بأحوال مدينة من دول أمريكا الشمالية، ان مدينتي هي غث الخيرات، حيث بها كل الخيرات، وهي صمت التقدم، حيث فيها كان كل التقدم، فمدينتي قهرتني، لأنها القاهرة، فشعبها متدين، وشوارعها مزدحمة، وأوقاتها مبتذلة، ونظافتها خيال علمي، فمركزها في التحرش متقدم، و أفكارها الدينية متضاربة، فتاره داعشية، وتاره علمانية، تشاهد الأفلام الاباحية ولا تنقطع عنها، و تهاجم ممثلة قالت شاهدوها لأسباب، فالأفلام مضرة، ولكن تناقض سكان مدينتي أضر، في شوارعها العادم و العدم، فعوادم السيارات تقتل، لينشأ بها عدم صامت، عشوائية في شوارعها رهيبة تشير الى عبثية شديدة في الحياة، حوادث لا تصمت، عداد الموتى لا يتوقف، بيوت في شكل لوحة سريالية، ولكن هذه المرة بلا معنى ولا هدف ولا شكل، مباني مائتة، وميتة، تتساقط يوميًا وتبنى بنفس المعدل، والهدف الأوحد لهذه العملية هو تقليل الكثافة السكانية، ولكن النتائج عكسية، وشعب هذه المدينة يتزايد بشكل مهول، حتى يكبر الأبناء، ولا يجدوا ما يعملونه ولا يأكلونه ويموتوا، ولكن من يتبقى لا يصمت، يشارك في عملية زيادة المواليد، هناك سحر أسود يخيم على هذه المدينة، ربما لعنة فراعنة. لماذا هناك سويسرا و السويد، وهناك القاهرة، فالسؤال حرام، الحياة غير عادلة، أو ربما عادلة في قانون الكارما، ولكن ماذا فعلنا نحن سُكان هذه المنطقة لنجلب لأنفسنا هذا الجحيم، فانها الخطية العظيمة و الكبرى، كبعض اللاهوتيات الغربية، كانت خطية لامحدودة في وجه الغير محدود، انها خطية آدم القاتلة، هي من جلبتنا نحن سكان هذه المنطقة، في مدينتي، لا ينتهي عمل، ولا حتى يبتدي، حتى في السفر تُعذب، كضريبة على الخروج من هذا الجحيم، فالبعض لا يخرج منه، وكأن الكارما انتهت بثقب أسود، لا خروج، وكيف انتهى الأمر بنا، وكيف انتهى الواقع، على رجاء استكمال ديالكتيك الأفكار القاهرية، للخروج للديالكتيك التاريخي، لنصل لمطلق، أو لا نصل، فربما قاهرتي بالفعل في ثقب أسود، لا خروج، وتترسب أفكارنا على أفق حدث هذا الثقب، ولكن نحن، لا نعلم أين نحن، فنحن انتهينا، نحن هلكى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...