الخميس، 15 سبتمبر 2016

إغتراب وجودي

كل يوم يمر، كل لحظة تعدو، هي إقتراب للموت، ليس موت جسدي، بل تصاعد ألمي، لم أعد أخشى موت جسدي، بل أخشى الحياة، هذه الحياة التي لا تبالي بوجودي؛ نظرات الآخرين التي تثقب أحشائي، كلماتهم المميتة، أهدافهم النبيلة، لم يكن يومًا خطأ الآخرين، بل أني غير صالح للوجود، يعتريني الوجود بإغتراب أصيل، نسمات الليل الجميلة تقتلني، ذكريات الطفولة تقتلني، كل ما هو جميل يقتلني، وكل ما هو قبيح يقتلني، بيني وبين الوجود عداوة لا سبب لها، عداوة أصيلة في وجودي، في طفولتي، في حياتي، لذلك أخشى الحياة، أخشى أن يكون وجداني زائف، أخشى أن لا تُقبل ذبيحة حبي الأبدية على مذبح عالمي، و من أحب. أخشى أن تكون مادة الكون زائفة، أخشى أن تتطاير أحاسيسي، نظراتي، ذكرياتي، كأوراق الشجر في خريف لا معنى له، أخشى أن تكون الحياة بلا معنى، بلا هدف، أخشى أن أكون باردًا إلى أقصى حد، أخشى أن أعيش.
فهذا الإغتراب يجعل حياتي عدمية على أكمل وجه، يجعل كل مجهود قبض الريح، باطل الأباطيل الكل باطل. لا أعرف إذا كان هذا العصر العدمي مسبب لشعوري، أم مكمل له، ولكن إغترابي يبدو الحقيقة الوحيدة. فكل لغة وكل فن وكل أسطورة، كانت تعطى للحياة معنى أصبحت خانقة الكثير من الأحيان، فاللغة عاجزة، و الفن قاصر، والأسطورة واهمة.
فكل كلمة في هذا العصر العدمي في أصلها عدم خالص، لذلك مهما تماست مع معنى غير مرئي فهي عاجزة، عاجزة عن كشف الحقيقة كل الوقت، و أما عن الفن، فهو يتركنا على بُعد خطوة من المعنى، يؤهلنا لنشوة لا تتحقق، أو ربما يلذذنا ولكن لا يسعدنا، تبقى نتيجته مفصولة عن المعنى بخطوة، أو لتقل فجوة، مستحيلة القطع، ربما تكون هنا القفزة الآخيرة، فهذه الفجوة هي هوه سحيقة، عدم كامل، فهل نقفز ؟ 
وماذا عن الأسطورة، أليست قفزة في كل الطريق، جميلة على أكمل وجه، وهمية إلى أبعد حد، فربما كان الوهم حقًا. 
فأنا الآن في قمة تفائلي، ومع هذا لا أرى سوى العدم، لا أرى سوى إغتراب أخشاه طوال الوقت. إغتراب حقيقي إلى أقصى حد.
إغتراب يجعلني غريبًا عن كل ما هو حولي، عن الوجود.
  

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

بائس صيفًا

هذه المرة الأولى التي انتبه لذاتي وأنا أكتب في الصيف، ربما الأولى،  لا أبالي ولا أهتم، كل ما في الأمر أن الألم تصاعد، على أشدة، وهذه المرة الأمل قذفني إلى قلب هاديس، إنها عملية انتحارية معروف نهايتها، الموت، وعلى كل حال هذا رجائي الأخير لعدم الألم، الموت، الانتحار، مفردات ساذجة للعالم المنزوع الألم،ربما!، هذا هو حلي الأخير لهذه العبثية الحادثة التي تبدو غير محدثة بل قديمة قدم المطلق، أو ربما قديمة قدم ذاتي، لا تنفصل عن وجداني،  يبدو أن العبثية هي امتدادي الوجداني، العبثية تجبرني على جعلها ملاذي، و أنا أرفض، حقاً لا أستطيع التحمل ولا التحامل على العالم، يبدو أنه بدأ يكرهني، مذ ولادتي، حتى الآن، حتى الحين الذي أتركه فيه، حتى كل ماهو جميل يؤلمني،  خبرتي مع الجمال تلاشت، كل الموسيقى، كل اللوح،  كل ماهو فن، يؤلمني. كل ماهو حولي يكشف ماهو سيء في تكويني، تعريت أخيراً أمام ذاتي، كنت أظن إني مثالي، ولكني كنت الأسوأ، ولازلت، وسأكون، إلا إذا لم أصبح كائن، وياليتني كنت أو سأكون كائن، بل موجود بلا حياة، فلا أعرف إذا كان من الممكن أن يكون أحدنا كائن، رغم أني أرجو وأؤمن في ذلك، ولكني في الأخير غير صالح لأكون كائن. إن هذا الألم يمتد طويلًا، امتد من كوني مغترب إلى كوني أيقونة الإثم، ألم أبدي حقيقي. فإثمي حقيقي حق ألمي. إنما لعنة وذنب يتبعانني كل أيام حياتي. فأنا آثم، مغترب،متألم. وليس لي فضل لأحد، بل أميت كل ماهو حولي، وكل ماهو داخلي حتى في الآخير، أنا ميت. حتى كل جمال حولي يتم تأويله لقمة الألم، حتى كل جمال أؤمن به، يتلاشي، كل لحظة يزداد خوائي، يزداد عدمي، كل ما تبقى الآن شذرات حب، تبقيني قدر ما تؤلمني. وأما عن كل الأفكار و كل شيء حتى أنا، فباطل الأباطيل الكل باطل، ولا منفعة نابعة مني.
هكذا بدأ صيفي، هكذا يكون صيفي، هكذا ينتهي صيفي، ألم ممل، وجودي ألم، وجودي ممل، وجودي أنا قاتل، هذا الملل الأصيل في وجداني، الدال على العبثية، الدال على إثمي، وخوائي. أيقونة الإثم الأزلية. 

الأربعاء، 24 فبراير 2016

عن الحب

حديث ليس بمقدس دار أمامي عن سر الوجود، هذا السر المقدس الذي يخفي وراءه أمل وجودنا، هذا الذي يفوق الإدمان في نشوته، هذه الصلاة الموجهة إلى صميم قلب الآخر، حيث الله هو الاسم الآخر له، هذه الحركة السامية إلى أعالى السماء حيث الفضاء الجميل و الآلهه، كان هذا الحديث مستفز لرؤيتي للوجود، حديث أجوف لا معنى له يسخر من الحب، ويسخر من الألفاظ التي يتحدث بها بعض الناس في محاولتهم لوصف هذا السر، إنه يظل سر الوجود، فبه جئنا، أتعجب من حديث يتطاول على هذا اللفظ، ويريد قولبته في أفكار ثقافية معينة خالية من الجمال ومن الحرية، وكيف لكم الحديث عن هذا الأمر دون الوضوء للوقوف في حرمه المتسامي فوق أفكاركم، أرجوكم حاولوا أن تعيدوا النظر إليه، أو لتصمتوا وتنتظروا، حتى تروه، من الأفضل أن تصمتوا عند التفكيرفي هذا السر، إنه ليس عادة من عادات مجتمعكم السخيفة، أو كلمة  جوفاء في لغتكم العاجزة، إنه ليس منا بشيء بل نحن منه، إنه ليس احتياجا طبيعياً، أو حتى رفاهية فكرية، إنما هو سبب وجودي و قوام انطولوجي في كينونة الإنسان، فالمعنى يكمن في الإيمان به، فهو غير مفترق عن الله حتى وإن افترق الله عن الوجود، فالحياة به وفيه، والتسخيف من مبالغاته بالضرورة مفارقة لطبيعته لأنه فوق الطبيعة. إنه السر الأزلى، إنه ليس لازم لله، بل هو صورة الله التي يمكن إدراكها في الوجود، فحتى إدراكها ليس بكامل لأنها تظل أزلية وسرية، أما نحن في عالم حادث فالأغلب إنه  ليس بقديم قدم الحب، إن الحب يتخطى إدراك الأذهان وأن شعرنا به، وتعجز عن وصفه الكلمات حتى و إن بالغت في حديثها عنه، إنه لا يوصف، إنه ملجأنا في هذا الوجود، ومعنى حياتنا لا ينفصل عنه برهه، على أمله نكون.

الأحد، 7 فبراير 2016

لا أكف

نسمع ما نسمع ونرى ما نرى، فلا سمعنا الحق ولا رأينا الحقيقة، نتوه ليس وسط المعاني بل وسط اللامعنى، لماذا لا نرى المعنى، لماذا ليس هو بموجود، فأين انت أعني، أعني للوصول إليك، فإذا وجدتك فرحت، وإذا فرحت فمن جديد ولدت، ولادة حسنة في ملكوت جديد، فلا ألم بي ولا وجع، فالمعنى يطوي الحق والحق يحررني،  ومن ماذا اتحرر سوى من نفسي، و لازالت اتوه، فلا معنى ظاهر ولا حق، فالبحث عن المعنى ممتع في التيه، و في شدة جماله نتألم، فنحن لا نرضى بأشباه المعاني، أما أن نجد دلتنا أو نعترف بموتنا، فيا أيها الحق العزيز فارشدني إلى ذاتك في كياني لأجد دلتي بعيدا عن أوهام اللامعنى التي تنبثق من مادة الوجود، وكأن الوجود كان للألم، وكأن الألم هو اللاشيء المقدس، الذي تتكدس فيه أوجاعنا، احزاننا، و أيامنا التي مضت بلا معنى، لماذا هو تائه أو نحن نتوه إليه،  لماذا وجهتنا العدم،  و أيامنا ألم، لماذا يجب أن نرضى، وحتى لن نرضى بالانتحار، فلم يكن الحل يوماً، لم يغير شيء لنا، فنحن نبحث بصدق عن المعنى، أما أن نصل له أو نموت لأجل الوصول إليه لأنه لن يكون موتا بل حياة، مادام الطريق قائم فلا خوف حتى و إن لم يكن هناك طريق،  لماذا لازلنا في هذا العدم، لأن الحياة و المعنى قائمين، أو هكذا نؤمن.  ونظل نبحث ونبحث مؤمنين ع رجاء المعنى.

السبت، 6 فبراير 2016

واعترف الاعتراف الحسن

وخلال مسيرة الإنسان، وفي اكتشافه للخليقة المخلوقة من العدم وفي العدم، تسآل عن الوجود، وإن كان المعنى كائن، فآمن، آمن إنه موجود بشكل أو بآخر، وكيف للمعنى وجود قبل أن نرى الحب كائن بذاته، ففي قلب الإنسان يكن الحب، وبه يحيا، فلا الحياة إنسان يسير، بل إنسان يتحرك نحو الآخر ليثبت أن الحب المكون الرئيسي للحياة يدب به وفيه، فهنا آمن الإنسان بهذا، آمن بالحركة نحو الآخر، آمن أن مهما ظهر الوجود عبثًا يسير نحو الشر ولكن الحب مازال، و المعنى كائن، كان رجاء وكان إيمان، فكيف نحيا دون الإيمان، فنظر الإنسان إلى السماء الصاخبة بالرعود عديمة المعنى، و اعترف الاعتراف الآخير، أمام الحاكم الأعظم وملك الملوك، ليس والي أو رئيس، بل ملك هؤلاء، فاعترف بحبه، اعترف الاعتراف الحسن، فهنا يجد حريته، فالحب ألم محرر، فبهذا الاعترف كان يعرف إنه سيموت، فاختار الألم و الموت، بإرادته، فعذبوه بإراده الناظر من الصخب، اختار الحب والمعنى، اختار الطريق الضيق، حيث عدم الراحة، فبهذا الاعتراف، كان يؤمن بالشفا، وأن هذا الحب هو شفاءه مهما كان الألم، فاعترافه الآخير هو الاعتراف الحسن، وهو الاعتراف في وجه العدمية، فشهد بالحق، شهد بالحب، على رجاء الملكوت، حيث سكون المعنى في الإنسان، بلا تيه. بل بالحب، بالحياة،بالحق، بالمعنى، بالله.

الاثنين، 25 يناير 2016

صرخته الأخيرة، ليس يسوع في ثورته.



ذهب الإنسان في يومه الآخير الى بستان الحرية، بحثًا عن المخلص، ومناجي السماء، ليجد السماء صامتة، وها هو بين حيره، فهل السماء خالية، أم أصواتنا لا محل لها من المعجزات، فيصرخ الإنسان قائلًا:"يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ"، ولكن بلا رد ولا إشارة، كان يظن الإنسان أن عبور أجداده في بحر بلون الدماء كان معونة من السماء، كان يظن أن نجاه أحد اسلافه من الأسد عندما قفل سهوًا عامل القفص في حديقة الحيوان من السماء، كان يظن أن الحرية من السماء، حتى وجد نفسه محبوسًا تحت السماء بإراده السماء، فبكى دمًا، بكى أملًا، بكى على رجاء أن السماء موجودة و أن من بها على قيد الحياة، ولكن لا صوت ولا رد، حتى جاء قدرة، حتى جاء زوار الليل ليقبضوا على الإنسان بلا وجه حق ولا إتهام، فهو من طالبي الحرية، الثائرين على الظلم و الاستبداد، وجاءت المحاكمة بعد عذاب دام أيام، أو هكذا شعر الإنسان بمرورها، ولكنها كانت ساعات قليلة، فلم ينتهي اليوم بعد، حتى جاء يوم المحكمة وجاء الشهود، ليشهدوا أنه كان يريد اسقاط العدالة الإلهية، عفوًا إسقاط السلطة الحاكمة، ولكنه عرف شيئَا في هذه الأثناء، أن العدالة الإلهية تبدو أضعف من السلطة الحاكمة، ولكن كانت فكرة عابرة، لأنه حكم عليه بالإعدام وفي هذه الأثناء كان يؤمن أن العدالة الإلهية أقوى، على رجاء الحكم العادل لوطنه الأرض، على رجاء الملكوت.

الثلاثاء، 19 يناير 2016

يوحنا ترك ثورة وذهب لآخرى



ثورة جديدة، خلال أيام، ستقوم أو لا، أتمنى أن تقوم ولكن ليس في الشارع، بل في قلوبنا وعقولنا، ربما لفظ قلوبنا لا محل له من العلم، ولكن يكفي التواصل الإنساني في وصول المعنى، على كل حال، ستقوم الثورة شئنا أم أبينا، في الشارع أو في العقل، أو حتى في القلب، ستقوم الثورة يومًا ما، ولكن لماذا ثوراتنا دموية، لماذا نريد أن نكون سوريا جديدة، فيوحنا اختار أن ينضم للآسينيين بدلًا من الغيوريين، كان باستطاعته اختيار الدم، واختبار العنف، ولكنه آختار أن ينضم للصارخين، فإنه كان صوت صارخ في البرية، إنه ذهب للبرية حيث المعترضين الذين لا ملجأ ولا مكان لهم، الهائمون الوجهه، كان يسئم حال الوطن و المعبد، فالفساد متغلغل في المعبد، و الاحتلال الروماني مسيطر على وطنه، فماذا يفعل يوحنا، هل ينضم للغيورين، فهم هدفهم مجيء الملكوت، فهدفهم نبيل، هدفهم السلام، ولكن ماذا عن ما سيفعلونه، هل هم سلميين؟، فابتعد يوحنا عن هؤلاء، ابتعد عن قيام ثورة ضد الحكم الروماني، لكنه لم يبتعد بعيدًا، فإنه اشترك في عِماد الشخصية التي قامت عليها الثورة السلمية، التي تغيير بالسلام، بالحب، وبالعقل، التي كانت تغيير بالورود، فهو لم يبعتد كثيرًا عن الثورة ضد الرومان ولكنه الآن هو في صف التغيير الحقيقي، ثورة الملكوت السلمي، فاذا هل يوحنا سينزل ال 25 من يناير القادم، كما كان في 2011، أهم ما في الأمر إنه يغير، بحب، ليس بقتل، ليس بعنف، فيوحنا رأى الثيئوفانيا، فرأى الظهور لمن سيملك في الملكوت كما كان ينتظر، الذي سيخلصه من بطش الرومان ومن فساد الكهنة، الذي أعلن طريقه باللا عنف المتبوع بالعدل الذي سيؤدي للسلام، للملكوت، فالثورة المسلحة لا محل لها من ملكوت الله، ومع ذلك قتله الوالي الروماني، على رجاء الملك العادل، من خلال طريق السلم، والسلام.

الجمعة، 1 يناير 2016

سَنَة سُنّة.




رأس السنة، ليلة ككل ليلة، متكررة يوميًا، في تكرار ممل، لا معنى له، أو حتى هدف، أسير وأسير وحدي ككل ليلة، بلا معنى ولا هدف، فقط أفكر في ماذا لو، لكي أسُلي وقتي الذي يمر دون إرادتي ولا علمي، حتى طريقي للكنيسة التى لا أحد يعرفني فيها، لكي أجلس لاستمع هراء القسوس والكهنة، الذي يعزي الآخرين، ويتأثرون به، بين باكي وضاحك أستمع، وأسير دون أن اشوشر على فرح السامعين، لأسير عائدًا من حيث جئت، متألم ومتعجب، هل تمر سنة كقبلها، أعرف أن الوقت لا يمر، بل نحن الذي نكبر، ونُشيخ، فلماذا نحتفل وبأي شيء، قال أحدهم أحتفل بمرور عام وانت ناجي منه، احتفل بالنجاة من كسارة البندق التى تتجلى لنا في صورة حياة عبثية نعيشها، لكي ندخل عام جديد، نحاول فيه أن ننجي، نحاول أن نخلص من هذا الجحيم، أليست هذه النار الذي يتحدثون عنها ليلًا نهارًا، فالجائع لم يختار جوعه، و المتألم لم يؤلم نفسه، فحتى ممثلة الافلام الاباحية لم تختر أن تضحي بمتعة الجنس في هذا التمثيل الذي يخلو من المعنى و المتعة و الحياة، فالألم هو الواقع و اللامعنى هو السائد، هكذا تكون أفكار هذه الليلة الآليمة والصعبة، ولكن لا تستمر هذه الأفكار، فترتبط بها أفكار عن التغيير، ماذا لو تغير العالم، ماذا لو زال الألم و ذهب الجوع و عاش الناس في أخلاقيات مناسبة لعصرنا بكل حب، ولكن كيف يتغير، فهذا دورنا، فنحن دورنا تغيير العالم، فهكذا علمني المسيح، وهكذا يجب وأرى أن اكون، حتى ولو لم أعرفه، أظن انه يجب أن افعل هذا، فواجبنا أن نزيل الألم و الجوع و الفقر، فهدفنا تحقيق ملكوت ومحو هذا الجحيم الذي نعيشه فهيا لنغير العالم، لنجعله أفضل، فهذا دورنا، وهذا عن الجميع، أما عني فآمن بحدوث الأكثر و الأكثر، ولكن هذا لا يمنعني من التغيير، لأنه هكذا تسير حركة التاريخ، فنحن من نغير و أما عن المتمم فهذا هو الإيمان.

وإن لم تؤمن بضرورة التغيير، فأنت الآن كافر، كافر بالإنسان، وكافر بالحياة، فـأرجوك، جرب الحب، هذا الحب العدمي، لربما يصبح حقيقة.

خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...