الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

سيعود شادي يومًا، سيعود.



في ليالي الشتا، نستمتع و نستمع بفيروز، بين حزن حيث لا حبيب لنا، و اطمئنان بصوت فيروز، بكاء لا معنى له، و بهجة سببها صوت جارة القمر، فنتذكر كل ما هو يفرحنا، وكل ما هو يؤلمنا، حيث نرى الفرح يتضائل و الألم يتمدد بسرعة تتعدى سرعة الضوء كالكون هو يتمدد، يتمدد ألمنا بلا هدف ولا بمعنى، وكأن الألم هو سر الوجود، وكلما غوصنا في وجودنا نراه أكثر وأكثر، حتى عندما نغوص في إنسانيتنا نتألم، نتألم لأجل أصداء صرخات قلوبنا، وأصداء بكاء الآخرين، الذي يتوغل إلى آحشائنا بطريقة مستفزة، تجعلنا نحب الآخرين، نخاف عليهم، نتألم لأجلهم، فهل هذا هو المعنى الذي أبحث عنه، أم هذا الألم الذي يخفي المعنى، فنتوه ونتوه، و كأن الألم بالفعل سر الوجود ولكني آومن بكلام فيروز، أن الغنى سر الوجود، آومن أن شادي سيعود حتى وإن ذهب، آومن أن سنين العمر سترجع وترجع حيث لا ألم ولا هموم، ضحكات الطفولة تعود، و جمال أفكارنا سيعود، سيعودوا يحبوا بعضن حتى و إن تركوا بعضن، فالحب هو الأصل، و المنبع، فهكذا آومن من أغاني فيروز المقدسة، فسنظل نبحث عن هويتنا القديمة، ونظل نبحث عن أصلنا، لنعود أطفال، لندخل ملكوت الله كما قال المسيح، لربما هنا نجد المعنى، على هذا الرجاء نعيش، فيا فيروز الرقيقة، فأنا شاكر لصوتك الجميل، الذي يحيني حينًا، ويقتلني أحيان، ولكنه سيظل الأجمل، حيث يتغلغل في قلوبنا كالسهم المسمم، بسم الحب و الأمل، و الألم.

فأعدك إني سأجد لكٍِ شادي، أعدك أني سأجد الملكوت.

الخميس، 24 ديسمبر 2015

بيت لحم



منذ أيام كنت أسير بين أصدقائي وأرى وحدتي تتجلي في سيل الأفكار، حتى قاطعني مشهد، سيدة تجلس على كرسي أمام الفرن الذى كنا نسأل عندها عن فطير لنكسره ونأكل، لغمسه في عسل مُسكر بسبب تركه كثيرًا حتى خُمِر، وسَكَرَ، وكانت السيدة تبدو تائهه، فقيرة، ولكن ليس هذا ما شد انتباهي، فالمشهد كان ابطاله رجل وسيده، ربما زوجته او اخته او حتى صديقته، فكانوا يسألوها عن اذا كانت تتذكر الى اين ستذهب و ما اسمها، كانوا يحاولون مساعدتها بأي شكل، وكانوا يسألوها بكل لطف، وكأنهم يساعدون طفل، فقولت ها قد رأيت المسيح، لم يكن المسيح فقط السيدة التائهه الكبيرة في السن، بل ايضًا الشاب و الشابه، الجُمال، الذان حاولا مساعدة السيدة العجوز، ففيهم رأيت المسيح، حقًا رأيته، فحسب قول الملاك في الإنجيل، انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب، فكان يسوع هو المخلص، وكان التجسد هو حب، فيض حب إلهي هدفه تحقيق ملكوت، هدفه أن أرى الشاب و الشابه يساعدان السيدة، هدفه أن أدهش، وأشعر بهذا الشعور الإلهي الجميل، الذي يبهرني، يشبه حرية آمن بها شاب في دولة ديكتاتورية، يشبه عائلة سوريه عبرت البحر بنجاح في هجرة حزينة. فتجسد المسيح هو رساله إلهيه، من بيت لحم الفلسطينية، حيث الألم، أمس واليوم، ولا أتمنى أن يكون غدا، ففرحت عندما رأيت المسيح ولكن لأعود للبيت و أدخل غرفتي، لأنام على أصوات الجميلة فيروز، بين أغانيها التى تدفئنا في الشتا، مع "البطاطين" الذي لا يملكها الفقراء، فقراء المال، وليبدأ مع الصوت العذب سيل الأفكار، لأفكر إذا كان ذهب الألم، إذا كنت أنا مسيح، إذا كنت أسير على درب السلام، إذا كنت أرمي الورود حيث أذهب، فلم أجد إني كنت مسيحيًا، ولم أعرف المسيح من الكتب بل من الناس، فعندما رأيت المساعدة أدركت، فها أنا الآن رأيت المسيح، ولأبكي، على اثنين، ذاتي و المتألمين، ذاتي لأني لست شيئً والمتألمين لأنهم لازالوا بلا مسيح، بل هم بالحرى مسيح.

فبيت لحم لازالت صامتة تحت أيدي الاحتلال، فأنوار الكريسماس لا قيمة لها، مادامت السيدة في الشارع، فيا سيدتي الجميلة، عودي الي بيتك، حيث الدفيء، حيث يختفي احساس الاغتراب الذي نعيشه وسط آلامنا، فيا رجل ويا سيدة، فأنتم أجمل من شهب يوم زختها.

ففكيم رأيت المسيح، وفيكم رأيت التجسد، ففرحي يا بيت لحم، إلى حين فرحتك الكبرى.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

ملكوت ضائع



اغتراب عن الوطن، فأغلب الوقت هكذا يكون الحال، لا حرية و لا سماء، فليس هناك ملكوت، أرضنا صماء لا انعكاس انطولوجي لها، فنطلب من السماء عون فيزيد الغبار، فتعمى العيون، لا أرض و لا عون، فنشعر بالاغتراب، فالاغتراب ليس بعدنا عن شيء ننتمي له و لكن كوننا موجودين في شيء لا ننتمي له، فاغترابنا في الوجود، نصرخ فنسمع ارتداد صوتنا بسبب حواجز السماء، فنصرخ أرضا للانتقام لنرى أحجار صماء لا تتفتت حتى، الاغتراب جزء أصيل من وجودنا، فالعبث سيد الواقع و العدمية هي صورة المعاني المجردة في عيوننا، فالتجليات لا تكفينا للراحة فإننا لازلنا لسنا في المكان الصواب فهذا ليس مكاننا فهذا ليس وطننا، فأنا لا أنتمي للألم حتى وإن وجدت به وفيه، وأنا لست من هذا العالم، ولا من آخر، فأملنا تغيير الموجود، لنكون كالواجد، وتحقق ذاتنا فنرى آملنا فربما نجد في هذا وطننا، فالصورة المجردة لوطننا ليست في وجودنا، فنحاول حتى البحث عنها، لم نقل حتى نريد العودة ولكن حتى نريد أن نعرف، فما نملكه هو التمرد على الموجود هائمين نبحث عن وجه لنا، آملين و آملين، فنصلي وراء الشيخ قائلين آمين من أعماق آلامنا و نزهد كالراهب على الجبال العالية لنعتاد نقص الاوكسيجين لنعرف أن تكيفنا لا يرضينا، فنحن نتذكر أن وطننا ليس هو ههنا و سنظل نبحث و نبحث وغالباً سيتم استنزاف الحياة في هذا البحث الذي ليس أمامنا سواه، فهل يمكن أن نرضى بكوننا متألمين متكيفين، فشعور الاغتراب يلاحقنا، فلا نصوص مقدسة و لا علوم مرسخة، و لا أحلام متأصله اروتني، لم أروى.

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

التيه الأول



الحقيقة كلمة جميلة، و يظن البعض أن استخدامها في المجال الفلسفي بسيط برغم أن الأمر ليس بذلك، فنحن نصارع مع هذا اللفظ كمصارعة الديوك الغاضبة التي لا هدف واقعي لها، فمهما كان هدفنا فهو يدور حول الحقيقة التي لا يمكن أن نعرفها فالواقع أننا هائمين تائهين، فندور و ندور في واقع عبثي باحثين عن الحقيقة التي بسبب بحثنا عنها نشك في مناهج و أدوات بحثنا، فهذا أمر طفيف فالأمر يصل للشك في وجودي انا مستخدم هذا المنهج، فالبحث عن الحقيقة هو البحث في الثوابت المترسخة في عقولنا، فالبحث يطيل اللغة وماهيتها و الكينونة وحقيقتها، وكل ما يطلق عليه موجود أو حتى لم يطلق، لأن الوجود هو فرض في ذاته، و الوجود الفيزيائي هو فرض داخل فرضية الوجود، الوجود بعدم وجود شيء غير الفيزيائي هو فرض آخر داخل ما سبقه، فالأمر معقد وعبثي لأبعد مدى، فنحن في الواقع فقط نفضل فرض عن آخر، وبرغم ذلك تفضيله ليس موضوعي فهو ذاتي نتيجة عوامل أخرى لندور في نفس الدائرة بين الفرضيات حتى نقتل ونقتل، فالواقع هو التيه، يا إله السماء سآومن بفرضيتك لاني افرض اني أحبك، كما فرضت انك تحبني، كما أتمنى وأرجو أن يكون ملكوتك.

الخميس، 12 نوفمبر 2015

رأيت الحرية




كان هناك لفظ، جميل براق، لامع، يحبه الناس دون سبب، وانا معهم، نتجه اليه في صمت، والقلة تستنكره، او تحد من أهميته، فهم احياء في سجون الههم، هكذا يروا الاله، وهكذا يخافوا منه. وأما عني وعن الآخرين نتجه اليه، كنوع من رؤيه خلاصنا فيه، فمن أي شيء نتخلص ومن ماذا، هكذا نتوه، فالمسجونون صادقون، ان الحرية وهم، ولكن ما هدفنا وما رؤيتنا، فهل نستسلم لهذا الجحيم، أم نتجه للخلاص منه، وخلاصنا بالمعرفة، فكما قال المسيح اعرفو الحق، فالحق يحرركم، فهكذا صدق، ولكن ماذا عن الحق، وماهو الحق، فالحق نابع من انعكاسات داخلية، وهل هذه الانعكاسات بشكل او بآخر صورة من الحقيقة، هذه ضرورة نرجوها، ولكن حتميتها وهم آخر، فنظل تآهين، فلا حرية ولا أحرار، فننصت لسبينوزا وقوله أن ادراك الوهم، خطوة في طريق التحرر، وهل هذا الطريق له نهاية، أم هو دائرة في نقطة الاله، فلا للمركز نصل، ولا للكينونة صورة، فتجليات صامتة، و انسانيات باهتة، ملكوت بيننا كالوهم الواقعي، و انتظار منا لحرية لازمة، فننتظر، ونرجو، ولكن رؤيتنا لها وهم، وأما عن حريتنا فغايتنا، فبها الحقيقة، أو لا، فالمشكلة في التيه، ليست وهم أو حقيقة، ونعتمد على الاختبار، ولكن اختبارنا، الوهم الأكبر.

وما بيدنا الا أنفسنا،


فها قد رأيت الحرية، أو لم أرى، مطلقًا.

السبت، 17 أكتوبر 2015

الموت الأول


الموت ليس سوى حالة، كالحياة هو، ربما فيها نجد قيمة أو لا ، فهل بوسعنا إيجاد القيمة، فهذا السؤال في حالتنا الحالية، الحياة، أمامنا خيارات أن نعيش كأن الحياة لها قيمة فتكون كإسمها أو لا تكون، تكون كالموت، ونبحث في الموت عن قيمة، إما أن نؤمن بقيمة له أو لا، فيكون الاثنان على حد سواء في الحالتين، ونحن هائمين تائهين، لنكمل موت الحياة أو حياتنا، وامامنا كل الاختيارات النابعة بالأصل من اللاختيار، لماذا الواقع هو الوهم، ولماذا نحن في حالة الحياة، فماذا عن معرفتنا وقيمتها، وماذا عن حياتنا وحيرتها، وماذا عن حريتنا، و ألمنا، فلا معنى لما سبق سوى للذات، المجرد تائه أو غير موجود، قل حرية إرادة، ولتعش في عكسها، فالوهم كائن و مسيطر، وأما نحن فنبحث و نبحث، عن موت جديد، أو عن الحياة، فأول مرة متنا فيها عندما تألمنا ولماذا تألمنا لأننا تأملنا، فها هو الوجود، أن نتأمل ونتألم أو لنضيع في طيات الصمت، لنكون كعدمنا، و حواسنا نثق فيها، وهل نثق في الموجود، أم نحن الواجدين لنعش في عدم صنيعتنا وخلقتنا، فالمشكلة جميلة، لنعش الواقع، ولكن ألمنا في عدم وجود الإجابة يقتلنا، ويقتلنا، فيكون موتنا.

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

المعنى في قلب المعنى.


معنى الحياة، هو قبلة الحياة للحياة، هو الشرط الوجودي للانسان، هو الهدف الأسمى، هو بمثابة الكل شيئ الذي يدفع كل فعل في الحياة، هو الدافع للوجود، ولكن ما هو، الأكثر اقناعًا هو أن يهدف المعنى الى كيان قائم بذاته، أن يصل الانسان للنيرفانا، ولكن يُقال أن هذا وهم مقدس، ولكن ماهو الوهم، أليست الحياة وهم، أي معنى زمني هو وهم لأنه غير قائم بذاته ولكن خطوة في خطوات غير منتهية، فهذا ايضًا وهم، ولكن هذه ليست المشكلة، المشكلة أن وجود الحياة المادية المتغيرة بالزمن في ذاتها وهم، لأنها مجرد افتراض، فكل شيء افتراض، فنحن في ماتركس، وربما صورة لهلوجرام، نحن تائهين وربما مجرد نائمين، فلا حلم هو ولا حقيقة، لأن الحلم انفصال عن الواقع، واذا كنا في الواقع فالواقع ليس بحقيقي، ربما نكون شخصيات في لعبة، يتم التحكم بنا، أو لا، افتراض اننا احرار هو الافتراض الأبعد على كل حال، فلا حرية ، ولا ارادة، موتى نحن، و الحياة كلمة افلاطونية، فلا حياة دون ملكوت، و الملكوت هو المعنى، فلا ملكوت اذًا لا معنى، ولكن كيف نستخرج معنى خالص وسط هذه الآلام، وسط مخاض الحياة العدمي، وسط هذه الأوهام، الجزم بشيء درب من الخيال، فالآن الحياة هي الاختيار، حتى وان كان هذا الاختيار غير حر، ولكن مادام بيدنا شيء سنفعل ما بوسعنا، ولنتبع سبينوزا في قوله ان المعرفة تزيد التحرر الغير الموجود، فمجرد الوعي بعدم التحرر فهذا خطوة ايجابية، والمعرفة تُعلينا، اذًا لنعرف، ولنعرف، وليكن عندنا رجاء، لنعيش بوهم جميل، بالوهم الأقرب للمعنى، الوهم المتخطى للزمان رغم صناعته في الزمان، فلا مادة و عقل ولا انفصال، فالثنائية انعكاس، دعونا نحلم بوهم جميل، يهدف الى حياة جميلة، لربما نصنعه في زمننا، لربما يكون الملكوت في زمننا، وهكذا نكون كائنين في ذواتنا، كاتحاد انساني بالوجود العدمي، لنضفي ونضيف نحن المعنى، و يكون آملنا استمراره، كتخطي للزمان و المكان، دعونا نحب المعنى ونقدسه، رغم عدم اطلاقه، فهو المعنى وهو الحياة.

السبت، 10 أكتوبر 2015

المدينة القاهرة



موضوع تعبير عن مدينتي، ولكن في واقع عدمي، 

و هل تنفصل الأفكار عن الواقع، ربما ولكن على كل حال، فوقعنا العدمي يحتم علينا حضور الالهام الصامت، فمدينتي ليست يوتوبيا أفلاطونية، وليست ملكوت مسيح، وليست في دولة في غرب اوروبا، ولم تلتحق حتى بأحوال مدينة من دول أمريكا الشمالية، ان مدينتي هي غث الخيرات، حيث بها كل الخيرات، وهي صمت التقدم، حيث فيها كان كل التقدم، فمدينتي قهرتني، لأنها القاهرة، فشعبها متدين، وشوارعها مزدحمة، وأوقاتها مبتذلة، ونظافتها خيال علمي، فمركزها في التحرش متقدم، و أفكارها الدينية متضاربة، فتاره داعشية، وتاره علمانية، تشاهد الأفلام الاباحية ولا تنقطع عنها، و تهاجم ممثلة قالت شاهدوها لأسباب، فالأفلام مضرة، ولكن تناقض سكان مدينتي أضر، في شوارعها العادم و العدم، فعوادم السيارات تقتل، لينشأ بها عدم صامت، عشوائية في شوارعها رهيبة تشير الى عبثية شديدة في الحياة، حوادث لا تصمت، عداد الموتى لا يتوقف، بيوت في شكل لوحة سريالية، ولكن هذه المرة بلا معنى ولا هدف ولا شكل، مباني مائتة، وميتة، تتساقط يوميًا وتبنى بنفس المعدل، والهدف الأوحد لهذه العملية هو تقليل الكثافة السكانية، ولكن النتائج عكسية، وشعب هذه المدينة يتزايد بشكل مهول، حتى يكبر الأبناء، ولا يجدوا ما يعملونه ولا يأكلونه ويموتوا، ولكن من يتبقى لا يصمت، يشارك في عملية زيادة المواليد، هناك سحر أسود يخيم على هذه المدينة، ربما لعنة فراعنة. لماذا هناك سويسرا و السويد، وهناك القاهرة، فالسؤال حرام، الحياة غير عادلة، أو ربما عادلة في قانون الكارما، ولكن ماذا فعلنا نحن سُكان هذه المنطقة لنجلب لأنفسنا هذا الجحيم، فانها الخطية العظيمة و الكبرى، كبعض اللاهوتيات الغربية، كانت خطية لامحدودة في وجه الغير محدود، انها خطية آدم القاتلة، هي من جلبتنا نحن سكان هذه المنطقة، في مدينتي، لا ينتهي عمل، ولا حتى يبتدي، حتى في السفر تُعذب، كضريبة على الخروج من هذا الجحيم، فالبعض لا يخرج منه، وكأن الكارما انتهت بثقب أسود، لا خروج، وكيف انتهى الأمر بنا، وكيف انتهى الواقع، على رجاء استكمال ديالكتيك الأفكار القاهرية، للخروج للديالكتيك التاريخي، لنصل لمطلق، أو لا نصل، فربما قاهرتي بالفعل في ثقب أسود، لا خروج، وتترسب أفكارنا على أفق حدث هذا الثقب، ولكن نحن، لا نعلم أين نحن، فنحن انتهينا، نحن هلكى.

السبت، 26 سبتمبر 2015

أتنفس، ولست حي



أتنفس أنا، كباقي البشر

أتنفس ولست موجود

عدميًا أنا، لا بل راجي

راجي أنا، فلا حدود

فالواقع ليس بعبثي

فواقعي، فوق المحدود

فعندي رجاء،

وعندي ايمان، بوهم منشود

عندي ملكوت، فالشر زائل

و أحيانًا، شري في خلود

أنفاسي قصيرة

و تقطع احيانًا،

لازالت حي، و لست كذلك

فالعبث حي، وأنا انسان

تشاؤم العالم، والواقع مر

فرجائي ملكوت، في هذا الزمان

قالوا قادم، ولم يأتي

آمنوا به، فكان آمان

قلوبهم متخدرة،

وواقع أليم، ووهم واهي

و جهنم حاضرة، و منتحر جبان.


الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

أدري، أو لا



في زمن ما، وجدتُ، وبين حيرة، كيف ولماذا، واذا عرفت كيف، غاب لماذا، وكأني يجب أن اختار بين الصدفة، و الصدفة، أو اختار وجود كائن أعلى من الزمان، كائن يتخطى الوجود، حيث لا يكون موجود، بل واجد، واجد أعلى، أعلى في كل شيء حيث يكون هو المطلق، ولكن بين مطلق ونسبيات، كيف يُفهم البسيط في ظل التعقيد، حيث لا معقد سوى البسيط، وكيف نفهم الحياة في وسط العدم، وحتى ان وجُدت الحياة فهي متأثرة ومتداخلة ومنشأة انطولوجيًا على المستوى اللفظي في عدم، وكأني استخرج النور من الظلام، على فرض أن يحدث فقاعات طاقية من العدم لتنشيء كون، هكذا نفعل لنستخرج المعنى، هكذا كنت موجود، وسط الظلام، باحث عن اجابة " لماذا"، باحثًا في الظلام، وهل أرى النور؟، فتقدم الأديان محاولات لحل الاشكالية، الاشكالية الوجدانية بين الموضوع و الذات، فهل أدرى أنا المعنى؟ اما صانع لمعانٍ ، واذا كنت صانع، فهل هناك الأقرب، أم كلهم يتساوو في الوهم، دعوني انحاز لذاتي، واتسأل عما عرفت، من كان المسيح، أفهل كان تدخل من العَلي في الزمكان، هل كان تدخل من المطلق في النسبي، بافتراضه اله، وهل يستحيل على البسيط أن يُعقد؟، دعوني أهدم الهيكل، أفهل الله مطلق، و الباقي نسبي، واذا كان مطلق هل يمكن تحديده بصفات، أم هو حر، وهل وصفه حر هو تقييد له، واذا كان حر بشكل كامل، هل يمكن ان نضعه في نسق، وهل ينتهي ديالكتيك المطلق و النسبي، بين مفاهيم قديمة، وحديثة، بين تداخل علوم يهدم معابد حرية الارادة و قواعد نخرج منها في الفلسفة، أم العلوم تطيء للفلسفة، حيث فرض حقيقة العلوم هي فرضية فلسفية، وندور في دوائر مغلقة، وربما في أيدينا و أرجلنا سلاسل، فما نرى الحقيقة ولا نرى غيرنا، وحتى أنفسنا غائبة عنا، وان كان الانتحار فعل، فالحيرة هي الفكرة المحركة. أدري أنا، أم ؟



الجمعة، 11 سبتمبر 2015

كنتُ طفل.


أن تعي.
أن تكون طفل، هو أن تعيش ملكوت، هو أن تعيش حياة، ربما سعيد، وتكون أعظم أحزانك أنك تريد شيء ولا تجلبه، ولكن تعيش، ولكن تحب، أن تعي هو أن تعرف، أن تدرك، أن يتضح الأمر لك، وماهو الأمر الذي ينفي نسب الطفولة اليك؟ ، هو المشكلة، الحقيقة أنها ليست مشكلة، هي مشاكل لا نهائية منبثقة من حياتنا، منبثقة من وجودنا، منبثقة من ادراك العدم الذي يخيم على مجريات ما تُسمى حياة، نحن نعيش في وسط غريب، وسط وسيط بين وجود وعدم، بين معنى ولا معنى، منا من يرى هذا ومن يرى ذاك، و نندم لادراكنا ولا مفر ولا هروب، لتبدأ أول مشكلة، وهي الألم، ولكن الآن أول مشكلة ليست الألم الذي يخيم على مجريات الحياة، بين صمت وغياب قوة الخير في العالم، ليس الألم الذي يُستخدم حُجة في مواجهة فكرة وجود اله، ولكن ألم آخر، ألم أن مُنع عنا الأول فهذا موجود لا محالة مادمنا واعيين، مادمنا لسنا أطفالًا. ألم الفكر، ألم أن ندرك ان الألم الآخر لازال موجود حتى وأن لم يمسنا كأشخاص، ألم صمت اله، ألم أن تنظر وتدرك معنى الموت، أو بمفهوم أدق، تدرك اللامعنى، أن تدرك الواقع الميت و المميت، بالرغم أن موته يقضي على حركته ولكنه مع ذلك حي بموته، يميت الآخرين، ربما هذه مناقضة، ولكن هي كغيرها في واقعنا، فما رأيكم في هذا النوع السخيف من الألم، لن اكلمكم عن ألم من اله صامت ويرى حوادث طبيعية في نيبال، ويرى موتى وأطفال و يظل ساكن، ولكن سأكلمكم عن حركة قاتلة للانسان، ليرى الانسان هذا بين سكون وحركة، ورأينا في بعض المتحركين المميتين أنهم ذهبوا للتبشير، لتوزيع الكتب المقدسة، التي بالنسبة لسكان نيبال المتبقيين مكدسة، أناس حركتهم غريبة، مميتة، ضد تيار الحياة، لا معنى لها، حركتهم توزع حروف مُركبة، منفصلة عن الواقع، أترضوا بحروف و أمامكم الحياة؟ ، أن تعي وجود من فعلوا هذا فهذا ألم، لا يقل عن صمت الاله، فيقولوا " الله صالح" و نرى الله في الموت، موقف مضحك، تغرقونا بخرافات عبور البحر، و آخرى في سكون المحيط حيث يعيش يونس الاسلامي مع اخيه يونان العبراني، في قلب حوت طائر بين سحاب السماء.

مشاكل ما فوق الواقع،
ويأتي العلم بمشاكلة، لن أتجنب لفلسفتة، وتيارات فلسفتة التي يمكن أن تهدمة في لحظات، كما يمكن أن نهدف الواقع في لحظات كادراك و فرضيات مغلوطة، ولكن دعنا نتجة الي قلبه، ففي أي مجال يتعلق بوجودنا، الوجود، الانفجار العظيم، ماذا كان قبل انفجار عظيم وجُدنا بعده، ماذا قبل الوجود، فهل كان وجود؟ ، ونبحث وهنا تظهر ووتظاهر فرضيات الفيزياء بين باني وهادم، بين خيال جميل، وأوهام لا تأتي من عدم، حتى في العالم الذي يظنه البعض مثالي، عالم الرياضيات، به بعض المشاكل و المتناقضات، تائهين بين معنى الانهاية، كما نتوه في صحراء في ليلة تغيمها السماء حتى تمنع عنا ارشاد النجوم، وتأتي التكنولوجيا بمشاكلها، بين غير اخلاقية، وآخرى تغريبيه عن الحياة، و مشاكل السياسة، بين قتل وذبح، بين سوء تفاهم، وتفاهم مبني على السوء، بين شر جميل، وآخر قبيح، كل هذه مشاكل

بين وجود لا يخلو من مشاكل، عفوًا فكلمة وجود في ذاتها فرضية، وهذه مشكلة، نبحث عن ادراك أسمى، نتمنى أن ندرك من الأساس، ولكن ماذا سندرك، سندرك واقع، أم سندرك لا شيء، فبعدما عرفنا أن الحب، سر بقائنا، تفاعلات كيميائية، فأي داعي للحياة الآن، فعندما كنت طفل، كنت أحب، وهل الآن لا أحب، وان لم احب، فكيف أعيش، فانا احب، واعشق، واموت عشقًا حتى وان ظلت المشاكل، فاذا مات الحب، فماذا بقى، فلازلت أومن بأوهامي، لازلت أعشق، ربما تكون أوهامي مخدرات، ولكن ها نحن ندمنها الي حين زوالها، اشعر انه اقترب، ولكني استمر، حتى آخر قطرة من مخدر يسكرني، حتى ينتهي، فعندها آموت.

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

الحب العدمى.



الحب العدمى، وصف دقيق لعملية انسانية جميلة تُسمى الحب، يسمى الحب لأنه غير موصوف، أو هكذا كان، كان يُعتبر الفعل الأسمى للانسان، هو أن يحب، و كتبوا وكتبنا أشعارنا، و أهلكنا ليالي في وصف فعل متسامي، كنا نختار الكلمات الأعقد، والأجمل، كلمات غربية، نحاول أن نوصف احساس غريب، احساس جميل، كان نشوتنا الحقيقية، تخطينا به الجنس و الكوكايين، صاحبا النشوة الأعظم، فهو كان أعظم منهم، ولكن الي حين ظهر لنا علم أعمى، علم صامت يجذبنا، لنقع معه في علاقة حب آخرى، ولكن احذر انها لقتلك، لهلاك روحك، كدت أصدق كتب الأديان و رجال الدين، لا تتبحروا في العلم وصدقوا، وماذا بعدما دخلنا في العلاقة مع العلم، واجهنا الكيمياء، ولكن هنا لوصف أغلى شيء، وهنا وصف الكيمياء جاء ليحطم الأصنام، جاء ليقتل الأرواح، جاء ليهلك المعنى، جاء ليقدم النواقل العصبية التي تحدث تغير على غدد الجسم، جاء ليفسر بالكيمياء كيف يحدث الحب وكيف تتم هذه العملية المتاسمية " السخيفة " داخل المخ، عمليات تنتج الادرناليين لتسعدنا، وآخرى الدوبامين ليجلعنا في حالة عاطفية، وآخرى فينيل الإيثيل الأمينية وتكون هذه كلمة السر هنا لتنتج هذا الشعور المسُمى بالحب، وهكذا فسرت الكيمياء الحب، ليجيء علماء النفس و علماء النفس التطوري، ليقولوا لك من ولماذا تحب، وهنا يتدمر احساسك الوجداني، وهنا يصبح الحب عدمي، وهنا تفقد معنى حياتك، وتفقد كل شيء، واذا مات الحب، فماذا بقى، هنا يتدمر الوجدان، هنا ينهار الكون، لتدخل ثقب أسود، لا تعرف مخرجه، ولا تعرف أين أنت، جذبك العلم كالثقب، حتى اهواك للهاوية، وأهلكك، ولكن نصبر أنفسنا بجدل الفلسفة، حيث نهاجم فلسفة العلم، ونبرحها ضربًا أثناء موتنا، لنكذب على أنفسنا، ونقرر أن اختيار العلم كحقيقة هو كذب، وربما ليصبح هذا فوق الطبيعة، فعقلنا لازال يخدعنا بين فوق طبيعة، وآخرى فوقها، بين لامعنى، ولامعنى جميل، بين معنى، ومعنى غريب، ولازالنا ع رجاء الحب، لنحب، لنثور على كيمياء الحب، لنخدع أنفسنا بسحره الجميل، لنعيش على رجاء القيامة، القيامة من الموت الذى خرج من اللامعنى الواقعي، لنعيش على رجاء الحب، الحب وكفانا.

الجمعة، 21 أغسطس 2015

المعنى الآخير - The last meaning


"المعنى" كلمة تشير الى المقصود ، و ما نتكلم عنه الآن هو معنى الحياة، المقصود من الحياة و الهدف الأوضح لحياة الانسان، بين اشارات فلسفية ايجابية، وآخرى حداثية عدمية، بين ترسيبات انثربولوجية و آخرى ثيولوجية دينية، يتوه المعنى و يوجد، يختفي ويظهر بين طيات العلم الحديث الذي يحسن الحياة، الذي يتطور ولكن بلا هدف ولا معنى، الانسان هو حامل المعنى، أو بمعنى آخر هو من يختار أن يحمل المعنى، فالعلم لا يجيب على معنى الحياة ولا يعرف لماذا نحن هنا أو لأي هدف جئنا، ربما يجاوب على كيف جئنا، أو على الأقل يحاول ويحاول، ربما نخرج منه بوجود معنى نخرج منه في ميكانيزم التي تعكسها الرياضيات و الفيزياء لكون جميل، ربما يشير الى وجود ميكانيزم ولكن ما معناها نسبة لحياة الانسان، فالكون ذكي بسبب طبيعة وجودة ولكن ماذا عن الانسان، لماذا هو ههنا، وماذا يجب ان يكون؟

فالعلم مدفوع من رغبة الانسان بالمعرفة، بايمانة بالمعرفة، ورغبة منه بتطويرها، وتطوير الحياة، لتزيد المعرفة. دائمًا فيه محرك للفعل الانساني.

المعنى و الهدف، مصطلحان يحاول الانسان منذ وجودة وبدأ وعيه الوصول لهما، أن يفهمهما، ربما يختلق أساطير، وربما يتفلسف، ولكن هل يشعر بشيء ؟ وما قيمة ما يشعر به؟ هل المعنى شخصي؟ هل يتطلب المعنى وجود ميتافيزيقي ؟ هل المعنى يشير الى اليوتوبيا؟ أسئلة تمس الوجود الانساني، بل ووجدانة. لذلك يتجه الانسان في الكثير من الاحيان لقفزة عمياء، نحو هاوية، أن يختار أن يثق ويآمن، ربما يختبر، ويخاطر ويثق فيما اختبره، فيما وحده رآه، فيقول الأسقف المسيحي كاليستوس وير في كتاب [ الطريق الأرثوذكسي] "ويشبّه الآباء الشرقيون لقاء الإنسان مع الله بخبرة واحد يسير عبر الجبال فى وسط الضباب, فما أن يخطو خطوة إلى الأمام , حتى يجد نفسه فجأة وقد بلغ حافة الهاوية , بلا أرضية صلبة تحت قدميه بل فقط هوة سحيقة بغير قرار ."


أن يختار الانسان ان يتجه نحو المعنى آمر خطير ولكن أن يختار غير ذلك فهو يختار موت المعنى، فالمعنى هو الرجاء، الرجاء في وجود كائن متخطي الحاضر، وأن تجد ذاتك فيه، ان تجد معنى هو ان تجد ذاتك في هذا الكائن بذاته، والا سوف تختلق معاني مبهومة مؤقتة غير موجودة لانها غير راسخة وكائنة في ذاتها، فان تهدف الى ان تكون ثري او تخترع شيئًا ....الخ، فأنت تضع رؤية لحياتك وليس هدفًا ومعنى، ربما هكذا تحقق وجودك ولكن لازلت تبحث عن تحقيق كيانك،


فيقول الأب المسيحي فرانسوا فاريو في كتاب فرح الايمان بهجة الحياة "ان المعنى الاخير للوجود البشرى هو اننا مدعووّن الى ان نصبح الله ." هكذا حقق ذاته و كياته في الله، تشارك الالوهه وان تصبح كائن، ولكن هذا على مستوى التنظير الفلسفي وأما في الوجدان الانساني يتحقق الكيان في الحب، فالدافع هو الحب، و الاتجاه للمطلق،سببه الحب المشترك،الحب المتبادل،وكأن الحب هو الكتله التي بحاصلها يحصل التجاذب تجاه المطلق، وتظل الفكرة في الرجاء بوجود معنى،وليس المعرفة، لأن حتى الرجاء هو دافع المعرفة.

Vacuum - Nothing - العدم - الفراغ




العدم الفزيائى .
دى مشكلة كبيرة جدا و بيبدأ ال Debate من عند " المفهوم " هل فيه حاجة اسمها عدم ولالا ... اذا كان الالفاظ بالانجليزى او بالعربى فيه مشكلة فى مفهوم الكلمة والمشكلة بين
nothing \ space \ Vacuum \ perfect vacuum \ QED Vacuum \ free space
الحقيقة معظم المصلطحات الى فاتت بتستخدم فى المجال العلمى الا مصطلح " nothing " ودة الى بيشير للعدم الفلسفى ودة الى لا تدركه الفيزياء لانه شىء غير مدرك لانه مش physical " هو مش موجود اصلا" حتى ال QED Vacuum الى المفروض الحالة الفارغة من الجسيمات المادية و فارغ من الفوتونات لكن كمان ال QED Vacuum فى الكوانتم ميكانيكس له مواصفات وخواص .
اذا مفيش حاجة اسمها " الاوجود مطلق " فى الفيزياء لانه بيفترض من الاساس ان فيه وجود ... عشان كدة بيتم محاولة حل ال singularity اننا بنرجع لورا كمان وبنقول حصل inflation فى حاجة موجودة برضه ... لكن بنفضل نرجع لورا .. الفيزياء هنا بتحاول توصل لحل وبتبنى فرضيات لدة والفرضيات كلها متجه لازليه الوجود لان دى الحالة الوحيدة الى الفيزياء تقدر تفسر فيها ... الفرضيه تطلع تخبط فى الي قبلها والى بعدها و هكذا .. وهنا بتكمن متعة العلم

فقتل جميل.


وفى صباح جميل، وسط سماء صافية خالية حتى من النجوم التي تاهت فى ظلمات الليل و بين أصوات العويل .
وبين أصوات عراك بين انسان وآخر فى احدى المناطق النائية ، وبينما هما يتعاركان . صدرت أصواتهم العالية .
حتى قتل أحداهما الآخر ، ولكن قبلها بدقائق دار حديث قاسي على قلوب الأشجار المحيطة بعاركهم البارد الدماء .
= نتعارك الآن على موارد هذه الأرض. بعد ان عشنا هذا العمر كأخوة وأصدقاء.
-يا رفيقي ، أعلم شيئًا. أما ان تعيش أنت أو أنا . وأنا الآن أخترت . أفلا تدرك معنى العناء ؟
= ويا ليتنا نقتسم هذه الماديات التي تمزق أحشائنا .
- يا ليتني لم أراك و حتى لم أولد .
=صدقت يا قاتلي
- وكيف علمت ؟
= عيناك التي تعكس ألمك ، بين ضعف وبهاء . و من بهاء ألمك سيتناقل لكافة أنحاء جسمك حتى تضربنى بفأسك بدهاء .
يا ليتنا لم نوجد يا أخى . يا ليتنا لم نفترق بوجودنا ، حيث كنا واحد فى العدم لا فرق بيننا و كنا سواء . كنا واحد .
- بلا، كنا لا شىء جميل . لم أتألم فيه للحظة لأنى لم أوجد . كنت فى اللاواقع المريح فى العدم الصامت، قبل أن نوجد لهذا الواقع الأليم الذى نصرخ فيه لمجهول يعكس عدمنا القديم .
=تعرف يا أخى ، أرى فى عينك ايضا خوفك من المجهول . بين مصير مشئوم على هذا الكوكب الصغير بين أخوته . يا أخى ستأتى خلفى ولو قتلتنى . أما ان نعود لتراب على أرض كوكبنا و نتناثر فى كون بديع . أما ستقف بين أيدى مجهول أكبر فى موقفك المريع . تذكر قبل قليل ، تذكر عندما كنا بجانب بعضنا بعد انفجار العظيم ، و مر الوقت . وأنفجرت النجوم . كنا بقايا نجوم ساطعة بلون لا اسم له .
- كيف تتذكر كل هذا ؟ . أو لم تتذكر عندما طلبنا من المجهول الأعظم أن يحمل عنا هذا الألم العتيد فى أزمنة الضيق حيث كانت الأزمة فى وقت مديد . أو لم كنت فى أول الصف كشخص مُريد . أو لم أتصوف فى لحظات الصمت بين دوران لأشعر بهذا الغثيان .
= هل نسيت أنك شعرت بالأمان ؟
-بلا لم أنسى ، ولكن سأشعر به الآن ، بعد قتلك وحتى لو لحظات . وحتى لو مصيرنا العدم الصامت . فهل تخافه مره آخرى ؟ ، لا تقلق فأنا اعرف انك تؤمن بالمجهول الأعظم وكما تؤمن ستجد وحتى لو كنا العدم هو المحتوم فمجهولك الجميل سيزيل عنك كل فى الدنيا من هموم ،
= اذا أفرح بقتلك لى ؟ ، على وجه العموم فأنا لا أحزن مني ، لأننا واحد حتى وأن لم أوجد . فأنا أعرف ان مصيرك كمصيري ، حتى و ان نسيته فى طيات عالمك الأليم بين كوكبنا الذى عليه نحن وليس بيننا لئيم .

وقُتل أحداهما على يد الآخر فى هذا الصباح السعيد فى انتظار تكرار المشهد فى كل بقعة على هذا الكوكب . فى انتظار تحقيق اللا قتل بين هؤلاء . فى انتظار ملكوت عادل يكون حكمه بالحب وليس بسلاح أعمى .
فى انتظار أوهام كغيرها من أوهام نختلقها بحلاوة ذوق بعضنا له بأدعاء هذا .
و بين ادعاء وادعاء تكمن الحقيقة التى لا يدركها بشري قتل ذاته ودفنها فى العدم .


Ontology - انطولوجيا


الانطولوجيا هي احدي المباحث و المحاور الرئيسية في الفلسفة التي تضم " الانطولوجي و الابستمولوجي و الاكسيولوجي".
[ الانطولوجي : مبحث الوجود]
[الابستمولوجي: مبحث المعرفة]
[الاكسيولوجي: مبحث القيم  والأخلاق]
 و الانطولوجيا هي المعنية بالوجود و معناها في اليونانية الكينونة، وهي المعنية بالأسئلة عن الكينونة و الوجود كالسؤال عن معنى الحياة و معنى الوجود وماهية الأشياء. بعض الفلاسفة يجعلوها على رأس المحاور الفلسفية و البعض الآخر لا. فهي تُعد من أفرع الميتافيزقيا، لأنها تتعامل مع الوجود من نظرة تأملية. في حين ان بها الكثير من الاشكاليات والتي زادت في العصر الحديث بسبب التكنولوجي و العلم الذي آثار العديد من القضايا كالذكاء الاصطناعي وهنا تظهر أسئلة الكينونة و الوجود بأشكال أقوى
فهناك أسئلة كثيرة في هذا الفرع من الفلسفة يحاول أن يجاوب عليها مثل :

  • ماهية الشيء ؟ 
  • ما هو معنى الوجود ؟ 
  • هل الوجود خاصية ؟ 
  • أي الكيانات أو الكينونات أساسي ؟
  • كيف تكون خواص الكائن متعلقة بوجود ذاته ؟ 
  • هل الخواص الفزيائية موجودة ؟ 
  • ماذا تشكل هوية الكائن ؟ 
  • متى يكون الكائن خارج الوجود ؟ 

 والكثير من الأسئلة المنبعثة من وعلى  الوجود الانساني بشكل خاص و اسقاطًا على الوجود بشكل عام.
فهذا الفرع يضم الأسئلة الكُبرى الشاملة مثل :

  • ماهذا   "للسؤال عن الجوهر"
  • كيف هذا  
  • وكم يكون هذا  "للسؤال عن الكمية" 
  • أين يكون هذا  نسبة لبقية الموجودات  

وهذه الاسئلة تُعد الأسئلة المحورية حول الموجودات للتعريف به.

و الانطولوجي يتغير مفهومة مع مرور الوقت حتى دخل في الفترة السابقة في المجال التكنولوجي ولكن ظهرت وكثرت اشكالياته مع ظهور العلوم بشكل منهجي و مع الفلاسفة الحديثيين حيث تم اعادة صياغة التعريفات معهم داخل المبحث الانطولوجي ورأى بعضهم ان كل المعاني القديمة المستمدة من المعتقدات و الموازية للمعاني الفلسفية هي نتيجة النسيج الزماني و المكاني وليس لها معنى في ذاتها وانها فقط نسبية . و كما ذُكر في البداية هناك من يضعها على قائمة المباحث و الآخر لا.
لكن هذا المبحث يظل الأقرب للوجدان الانساني.



خلاصٌ مُعاصر.

صمت السماء منذ ظهور الحداثة لم تكف النزعة التشكيكية عن الهدوء، شككنا في أنفسنا، الألوهة، الدين، التاريخ، المنطق، حتى اللغة. في كل مرة كن...